RSF - Reporters sans frontières

09/25/2025 | Press release | Archived content

هشام هيلير: 'النظرة بأن وسائل الإعلام الغربية منحازة لصالح إسرائيل شكَّلت دفعة بالنسبة لسبوتنيك وروسيا اليوم في الشرق الأوسط'

في إطار مشروع مراقبة آلة الدعاية الإعلامية، ومتابعةً للتحقيق الذي نشرناه تحت عنوان "مصر: معقل آلة التضليل الروسي باللغة العربية"، أجرت مراسلون بلا حدود مقابلة مع الخبير في الشؤون الجيوسياسية هشام هيلير، كبير الزملاء الباحثين في المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن في لندن ومركز التقدم الأمريكي، وهو مركز أبحاث محايد حزبياً يوجد مقرّه في العاصمة واشنطن. يُحلل هيلر في هذه المقابلة مدى تأثير الإعلام الروسي الحكومي في الشرق الأوسط.

مراسلون بلا حدود: أجرينا تحقيقاً استقصائياً لدراسة المحتوى الصادر باللغة العربية عن مكتب القاهرة التابع لوكالة الأنباء الروسية الرسمية ريا نوفوستي والوسيلة الإعلامية الروسية الرسمية سبوتنيك. ما هي النظرة تجاه هاتين المؤسستين في الشرق الأوسط؟

هشام هيلير: لا تعمل سبوتنيك وروسيا اليوم في فضاء إعلامي فارغ من دونهما، فالناس يتابعونهما جنباً إلى جنب مع منصات دولية أخرى تبثّ من الغرب باعتبارها طيفاً متنوعاً. ففي مصر على سبيل المثال، يتابع الناس الإعلام المصري والعربي، مثل قناة العربية [الإخبارية الدولية السعودية] وقناة الجزيرة [الإخبارية الدولية القطرية]، ووسائل إعلامية دولية غير عربية تبثّ باللغة العربية، مثل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وسبوتنيك وسي إن إن وروسيا اليوم، ولكن يتم تقسيمها إلى منصات مؤيدة أو معادية للغرب. يُنظر إلى سبوتنيك من هذا المنطق، لا باعتبارها وسيلة إعلامية روسية، بل غير عربية ومعادية للغرب. وبهذا، يتم التعامل معها بنوع من التعاطف أو بشكل سلبي بحسب القضية المعنية، والقضية الأهم التي يتابعها الجمهور العربي حالياً هي، وبطبيعة الحال، حرب إسرائيل على غزة. وبما أن كلاً من سبوتنيك وروسيا اليوم متعاطفتان مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين، فإن الكثير من العرب ينظرون إلى هاتين الوسيلتين الإعلاميتين باعتبارهما مستعدتين لمخاطبتهم فيما يتعلّق بالمسألة الأكثر أهمية على الساحة الدولية بشكل يُطابق نظرتهم وواقعهم.

مراسلون بلا حدود: تتعرَّض وسائل الإعلام الغربية التقليدية للنقد بسبب تغطيتها لحرب إسرائيل على غزة، ولا سيما في بداية النزاع. ما هو تأثير هذا النقد على النظرة لوسائل الإعلام الروسية الحكومية لدى الجمهور العربي؟

هشام هيلير: شكَّلت تغطية وسائل الإعلام الغربية لحرب إسرائيل على غزة دفعة فعلية لمنصات إعلامية مثل روسيا اليوم وسبوتنيك اللتين توجهان في هذا الصراع نقداً للإسرائيليين أكثر بكثير من سي إن إن وهيئة الإذاعة البريطانية، أو هذه هي النظرة السائدة على الأقل. ورغم أن نسبة كبيرة من تغطية سي إن إن وهيئة الإذاعة البريطانية جيدة جداً، إلا أنها منحازة لصالح إسرائيل [ومن الأمثلة على ذلك رسالة عامةوقّعها أكثر من 100 من موظفي هيئة الإذاعة البريطانية وتقريرصادر عن مركز مراقبة وسائل الإعلام التابع لمجلس مسلمي بريطانيا]، وهو أمر نُشرت تقارير على نطاق واسع بأنه يتسبب بجدل كبير داخل هاتين الشبكتين. وما من شكّ في أن النظرة بأن وسائل الإعلام الغربية تتّبع سياسة غير متوازنة لصالح إسرائيل شكَّلت دفعة بالنسبة لسبوتنيك وروسيا اليوم في الشرق الأوسط بما أن تغطية هاتين القناتين تبدو أكثر تعاطفاً مع محنة الفلسطينيين.

مراسلون بلا حدود: كيف لنا أن نقيِّم تأثير آلة الإعلام التابعة للكرملين في المنطقة؟

هشام هيلير: يمكن اعتبار تأثيرها منخفض المستوى، إذ يمكن ملاحظة أن حسابات منصات التواصل الاجتماعي تشهد تبادل مقاطع نشرتها قناة روسيا اليوم أو سبوتنيك. ولكن على عكس وسائل إعلام دولية مثل سي إن إن أو هيئة الإذاعة البريطانية، لا ألمس أن المحتوى المنشور على القنوات الروسية يمثل مصدراً إخبارياً رئيسياً لأي قناة عربية أو سياسيين عرب. ففي حال كانت قناة عربية مستاءة أو مهتمة بمقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإنها ستقتبس منه وتقول "أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى كذا وكذا"، وهو أمر لا ينطبق على روسيا اليوم أو سبوتنيك. أعتقد أن وسائل الإعلام والقنوات العربية تدرك تماماً أن روسيا اليوم وسبوتنيك ما هما إلا منصتين ناطقتين بلسان الحكومة الروسية. ولكن بوسعنا أن نلمس أنه في هذه المنطقة - ولا ينحصر ذلك بالعالم العربي فحسب - وعند الاستياء الشديد من وسائل الإعلام الغربية بسبب تغطيتها لقضية بعينها، فإن الجواب يكون "جرِّب وسائل الإعلام الروسية" أو قنوات دول أخرى، مثل [شبكة التلفزيون الصيني الحكومي] سي جي تي إن التي لم تستقطب نفس المستوى من الاهتمام الذي تحظى به وسائل الإعلام الروسية، ولربما يعود السبب في ذلك لكونها لم تستفد من نفس المستوى من الاستثمارات.

مراسلون بلا حدود: ما القضايا التي تغطيها هذه القنوات على وجه الخصوص أو تتجنّب تغطيتها للجمهور في المنطقة؟

هشام هيلير: بالإجمال، هم شديدو الحرص فيما يتعلق بتغطية المواضيع غير المتّسقة مع السياسة الخارجية الروسية أو المتعارضة معها، وهو أمر شائع جداً لدى المؤسسات الإعلامية في الدول الاستبدادية. الكثير من المواضيع التي تنشرها سبوتنيك أو روسيا اليوم تتم بالشكل الأفضل، ولكنها تعالج مواضيع لا تهتم بها وزارة الخارجية في موسكو، وبالتالي لا تقيّدها ولا توجهها.

نُشر في25.09.2025
  • المغرب العربي - الشرق الأوسط
  • تضليل إعلامي ودعاية
  • أحداث الساعة
  • حريّة الصحافة
  • حرية الحصول على المعلومات
RSF - Reporters sans frontières published this content on September 25, 2025, and is solely responsible for the information contained herein. Distributed via Public Technologies (PUBT), unedited and unaltered, on September 30, 2025 at 04:47 UTC. If you believe the information included in the content is inaccurate or outdated and requires editing or removal, please contact us at [email protected]