09/15/2025 | Press release | Distributed by Public on 09/15/2025 09:30
تخيل أن هناك ثلاثة أصدقاء يجتمعون في المنتدى الروماني. أحدهم متفائل بشأن التكنولوجيا، والثاني يساوره الشك حيالها، والأخير ينظر إلى الصورة الأكبر. ويشرع ثلاثتهم في نقاش حول دور المال الذي تشكله ابتكارات مثل العملات الرقمية المستقرة، والودائع المُرمَّزَة، والعملة الرقمية الصادرة عن البنك المركزي، والبنية التحتية المالية الرقمية. وفي عالم تكتنفه حالة من عدم اليقين، يصبح هذا الحوار بالغ الأهمية. ولنستمع إليه الآن.
أوبتيموس المتفائل: ستابيلوس، لقد اكتشفت للتو طريقة جديدة مذهلة لدفع تكلفة الأشياء. فمن هاتفي هذا، يمكنني تحويل الأموال إلى أي شخص في العالم. وهذه عملية فورية وغير مكلفة وسهلة. ولتلقي الأموال، ما عليك سوى طباعة رمز الاستجابة السريعة (QR code) أو إرسال رقمك. وحتى التجار يمكنهم الاشتراك في هذه الخدمة. وهي تسمى العملة الرقمية المستقرة.
ستابيليوس المتشكك: حسنٌ يا أوبتيموس، ها أنت مجددا. هذه لا تعدو كونها تطبيقا آخر لتحويل الأموال.
أوبتيموس: لا، لا، لا. فبمقدورك أيضا الاحتفاظ برصيد بالعملات الرقمية المستقرة. ولست بحاجة إلى حساب مصرفي منفصل. فالعملة الرقمية المستقرة هي البنك.
ستابيليوس: إنها ليست بنكا! فالبنوك لديها خزائن، ولديها مكاتب، وتقوم بالتأمين على الودائع، إنها...
أوبتيموس: حسنٌ، أنت محق، إنها ليست بنكا. ولكن هناك سبب وجيه لهذا. فالبنوك تقدم صفقات شاملة. وهي تصدر النقود - أعني ودائعنا. وفي الواجهة الأمامية، تقوم البنوك بتهيئة حسابات العملاء والتجار الجدد، وتنشئ تطبيقات الصيرفة الإلكترونية. وفي الواجهة الخلفية، تدير قواعد البيانات لتتبع أموالنا، ومراسلة البنوك الأخرى لتحويل الأموال، وتقدم خدمات مثل كشف الاحتيال. وهذه خدمات كاملة.
ستابيليوس: هكذا؟ أنا أحب بنكي. وأحب الدفع باستخدام البطاقات. والبنوك تعمل حاليا على استكشاف الودائع المُرمَّزَة.
أوبتيموس: صحيح، يوجد ملايين مثلك. ولكن شركات العملات الرقمية المستقرة تختلف قليلا. فهى تركز على توفير أداة للدفع - مقوَّمة بالدولار الأمريكي واليورو والين وربما بعملات أخرى. وغالبا ما تترك خدمات الواجهة الأمامية والواجهة الخلفية لجهات أخرى. وتُقَيَّد العملات الرقمية المستقرة وتُحوَّل على سلاسل الكتل (بلوك تشين). ويقوم مقدمو خدمات المحافظ الرقمية المستقلون باستقبال العملاء وإنشاء التطبيقات. ويتيح هذا الأمر لكل شركة في هذه السلسلة أن تصبح أكثر ابتكارا. وبالطبع، لا تقف البنوك وشركات إدارة الأصول موقف المتفرج. فهي أيضا تستكشف طرقا لإتاحة ما لديها من ودائع وأصول أخرى على سلاسل الكتل.
ستابيليوس: وماذا عن كشف الاحتيال وضمان ألا تُستخدم المعاملات في تمويل الإرهابيين؟
أوبتيموس: ذلك أمر منصوص عليه بوضوح في القوانين واللوائح في كل بلد. واستنادا إلى اللوائح المحددة، يتعين على مختلف الشركات المالية، مثل مقدمي خدمة العملة الرقمية المستقرة، اتباع قاعدة "اعرف عميلك" والتحقق من عدم وجود عمليات غسل أموال أو أي نشاط إجرامي.
ستابيليوس: حسنٌ، ولكن ما الفائدة التي تعود على المستخدمين؟
أوبتيموس: لقد جذبت شركات العملات الرقمية المستقرة ملايين المستخدمين في جميع أنحاء العالم، وهي تنفذ معاملات عبر الحدود على مدار الساعة بتكلفة منخفضة إلى حد ما، ويمكنها توسيع نطاق عملها. وهذا أمر كان بالكاد ممكنا حتى قبل خمس سنوات.
ستابيليوس: أنا أرى الطاقة الإبداعية، وإمكانية النمو، ومزيدا من المنافسة، وكلها أمور جيدة. ولكن، العملات الرقمية المستقرة لا تزال قليلة. فهي غالبا ما تُستخدم لشراء أصول مشفرة مثل عملة "بيتكوين" الرقمية - فهي أدوات دفع مُصَمَّمَة لعالم تقنية سلسلة الكتل.
أوبتيموس: أنت مُحق، ولكن يمكن استخدامها في مدفوعات التجزئة في حالة دمجها في تطبيقات الهاتف شائعة الاستخدام. ويمكن أيضا استخدامها في التجارة الإلكترونية، والمعاملات العابرة للحدود، ولشراء الأوراق المالية على سلاسل الكتل. وها هي صناديق سوق المال وشركات إدارة الأصول تشرع في تقديم منتجات الاستثمار، مثل الصناديق الاستثمارية المتداولة في البورصة، على سلاسل الكتل أيضا. وتعمل البنوك على استكشاف طرق تجعل ودائعها قابلة للتحويل من خلال نفس البنية التحتية.
ستابيليوس: ولكن، هل العملات الرقمية المستقرة آمنة؟
أوبتيموس: حسنٌ، إن قيمة هذه العملات تتذبذب حسب قيمة الأصول التي تحتفظ بها جهة الإصدار كاحتياطيات. وقد حفز هذا الأمر صناع السياسات على تطبيق القوانين واللوائح بشكل تدريجي لجعل العملات الرقمية المستقرة أكثر أمانا.
ستابيليوس: هذه بداية جيدة، ولكن ما هي إلا الخطوة الأولى. فهل التنظيم سليم؟ وهل ستكون الرقابة صارمة؟ وهل سينجح الإنفاذ في كبح النشاط المريب؟
أوبتيموس: ولم لا؟ فالشركات التي تصدر العملات الرقمية المستقرة ترغب في أن تكون منظمة وموثوقة.
ستابيليوس: ليس جميعها. فبعضها قد يحاول اجتذاب أطراف خبيثة الغرض عن طريق توفير خدمة إخفاء الهوية.
أوبتيموس: هذه الشركات لا ينبغي السماح لها حتى بإصدار عملات. ولن تستوفي الشروط التنظيمية.
ستابيليوس: نعم، ولكن هل سيتمكن المستخدمون من التمييز بين العملات الرقمية المستقرة التي تستهدف قيمة ثابتة بالدولار الأمريكي أو اليورو، على سبيل المثال، والعملات المخصصة لتمثيل أصول تنطوي على مخاطر أكبر؟ وهذا النوع الثاني لا ينبغي بالتأكيد اعتباره أموالا - وسواءً قبِل معظم الناس النوع الأول كأموال "دون طرح أي أسئلة" أم لا هو أمر موضع جدل أيضا.
أوبتيموس: ستابيلوس، أنت تستهين بقدرتي على التمييز بين الجيد والرديء!
ستابيليوس: آسف، لا تسيء فهمي. ولكن، حتى فيما يتعلق بك، أرى أن هناك خطرا. فقد حدثت دائما موجات سحب جماعي للأموال الخاصة. وكما ذكرتَ أنت سابقا، كلما زاد استقرار الأصول الاحتياطية، زاد استقرار العملات الرقمية المستقرة. وأذون الخزانة تشكل أصولا داعمة جيدة. ولكن حتى أسعارها تتباين في ظل تحركات أسعار الفائدة. وعندما تنخفض الأسعار بشكل مفرط، قد يهرب المستخدمون من العملات الرقمية المستقرة - ولا سيما إذا تشككوا في الأصول المحددة المحتفَظ بها.
أوبتيموس: حتى الودائع المصرفية محفوفة بالمخاطر، فلا يوجد تأمين عليها كلها. ويمكن لجهات إصدار العملات الرقمية المستقرة الاحتفاظ برأس مال إضافي كاحتياطي. أو ماذا عن الاحتفاظ بأصول حتى أكثر أمانا وسيولة، مثل احتياطيات البنوك لدى البنك المركزي؟
ستابيليوس: نعم، سيكون هذا أكثر أمانا. ولكن البنوك المركزية قد لا ترغب في الانخراط في هذا الأمر، أو أن تلجأ إلى الإيداع المركزي الإلكتروني لاحتياطياتها.
فاستوس ذو النظرة الأوسع: صديقاي، اجلسا وأمعِنا النظر في الأفق. أرى خطرين آخرين. فحتى لو كانت العملات الرقمية المستقرة آمنة وملائمة - كما تقول يا أوبتيموس - فإن مواطني البلدان التي ترتفع فيها معدلات التضخم، أو تضعف فيها قيمة العملات، أو توجد فيها نظم مدفوعات ضعيفة لن يلقوا بالا إلى هذه العملات. وسيبحثون في النهاية عن دولار يمكن الحصول عليه. ويمكن للأشخاص أن يصبحوا أفضل حالا، كلٌ على حدة. أما بصورة جماعية، فيمكن أن يستنفدوا الودائع من البنوك التي يتعاملون معها وأن يقوضوا قدرة البنك المركزي على تنفيذ السياسة النقدية وتحقيق استقرار النظام المالي. فما المغزى إذن من تحديد أسعار فائدة على عملة لا يستخدمها أحد؟ وهل ستكتب العملات الرقمية المستقرة نهاية العملات الأضعف؟
أوبتيموس: أنت محق في هذا، هذه مشكلة بالفعل. ومن ناحية أخرى، يمكن للبلدان أن تشترط الاحتفاظ بالعملات الرقمية المستقرة في محافظ منظمة محليا مع فرض حدود على الحيازات.
ستابيليوس: الأقوال أسهل من الأفعال. فالناس يمكنهم إخفاء مكان أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، والإنفاذ صعب في سوق بلا حدود.
أوبتيموس: صدقت، ولكن التكنولوجيا هي الصياد والطريدة في نفس الوقت يا ستابيليوس. ويمكنها المساعدة في فرض الحدود، لا مجرد تجنبها. والطبع، سيتعين على جهات إصدار العملات الرقمية المستقرة التعاون مع سلطات البلدان المعنية.
فاستوس: إحدى المخاطر الأخرى تتمثل في التشرذم - أي صعوبة مبادلة عملة رقمية مستقرة بشكل آخر من أشكال النقود أو بعملة رقمية مستقرة أخرى. أوبتيموس، لنفترض أن لديك العملة الرقمية المستقرة "ألف"، ولدى ستابيليوس العملة "باء". فكيف لك أن تدفع لستابيليوس؟
أوبتيموس: أضغط الزر وأُتمم المعاملة...
فاستوس: الأمر ليس بهذه السهولة. وستابيليوس لا يثق في العملة "ألف". ولا يريد سوى العملة "باء". وأنت ببساطة لا تستطيع تحويل العملة "ألف" إلى العملة "باء"، لأن العملة "ألف" قد تكون مدعومة بمجموعة مختلفة من الأصول - ربما لأنها منظمة بشكل مختلف في بلد آخر. أو لنفترض أن العملة "ألف" مقيدة في إحدى سلاسل الكتل والعملة "باء" مقيدة في سلسلة أخرى، وأن العملتين غير متوافقتين. توجد حلول بالطبع، ولكنها صعبة ومكلفة. أو ربما تقنع ستابيليوس بالاحتفاظ بالعملة "ألف" في نهاية المطاف. ولكن وقتها، ستواجه مشكلة مكافحة الاحتكار - فالكل يحتفظ بنفس العملة.
أوبتيموس: البنوك حلت هذه المشكلة منذ وقت طويل. فكل منها يحتفظ ببعض الاحتياطيات في البنك المركزي - وهي أصل عام آمن - وحين يدفع أحدها للآخر، فإنه يقوم بتحويل الاحتياطيات عبر نظام مدفوعات البنك المركزي. فلماذا لا تستطيع العملات الرقمية المستقرة أن تفعل نفس الشيء؟
فاستوس: في تلك الحالة، فإننا نعود إلى نقطة البداية وهي العملة الرقمية الصادرة عن البنك المركزي. فإذا كانت احتياطيات البنوك لدى البنك المركزي متاحة لجهات إصدار العملة الرقمية المستقرة خلال اليوم، لأداء المدفوعات فقط، فيمكن أن تضمن إمكانية التشغيل البيني، على حد قول أوبتيموس. وربما يتم هذا الأمر مقابل الخضوع لبعض الإشراف الإضافي من البنك المركزي. ودعم العملات الرقمية المستقرة بالاحتياطيات بشكل كامل يمثل احتمالا مختلفا. وهذه ليست سوى خطوة صغيرة بعيدا عن مبادلة هذه العملات بالكامل مقابل العملة الرقمية الصادرة عن البنك المركزي.
أوبتيموس: ماذا؟ هل ستتخلص من جميع الابتكارات وعلاقات العملاء التي بنتها شركات العملات الرقمية المستقرة؟
فاستوس: ليس تماما. لنحتفظ بالمواهب، والابتكار، والخدمات الجديدة. ونتخلص فقط من إنشاء النقود. ولنترك ذلك للبنوك المركزية، التي تتقن القيام بهذا العمل بطريقة آمنة. ولكن لنفسح المجال للشركات الخاصة لاختراع طرق لتوزيع الأموال، وإجراء المعاملات بكفاءة، وإنشاء الخدمات المالية. وبدلا من أن تستبد بنا فكرة التطبيق القاتل للعملة الرقمية الصادرة عن البنك المركزي، وإلقاء عبء هذا الأمر على كاهل البنوك المركزية، لنفسح المجال للقطاع الخاص للانطلاق في الابتكار - بأمان وشغف. وهذا منهج مختلف - أي العملة الرقمية الصادرة عن البنك المركزي المنشأة من أجل التكامل والابتكار.
أوبتيموس: هذا هو نوع التفاؤل الذي أتحلى به!
ستابيليوس: ولكنه لن يكلل بالنجاح. فبدون ميزانية عمومية، أو تحقيق إيرادات من الاحتفاظ بأصول مثل سندات الخزانة، ستغلق شركات العملات الرقمية المستقرة أبوابها.
أوبتيموس: ليس بالضرورة. فهذه الشركات تعمل بالفعل على إعادة معظم إيراداتها إلى المستخدمين عن طريق الحوافز، والمنافسة ستعزز هذا الأمر. وبالإضافة إلى ذلك، سيتعين عليها إيجاد مصادر أخرى للإيرادات حين تقترب عائدات الخزانة من الصفر في حالات هبوط النشاط الاقتصادي. وستنظر فيما يمكن فعله. وقد تقدم البنوك المركزية حوافز لتشجيع الابتكار.
ستابيليوس: لمساعدة الشركات الخاصة على العمل، هذا ما تقصده...
فاستوس: الآن، الآن - هذه مجرد تكهنات. فالمال لا يوجد في فراغ، عدا النقدية، فهي مقيدة في دفاتر الأستاذ، وهي الطرق التي تتنقل عبرها الأموال. والطرق هي ما ربط إمبراطوريات بعضها ببعض! وللبنية التحتية أهميتها أيضا.
أوبتيموس: تقنية سلاسل الكتل هي الطريقة الجديدة يا فاستوس. فهي دفاتر الأستاذ التي تُقيَّد فيها العملات الرقمية المستقرة وتتم المعاملات فيها. ويمكن أيضا أن تقيِّد الأوراق المالية - وأي أصل في حقيقة الأمر. وحين تكون الأموال والأوراق المالية على نفس السلسلة، يمكنك أن تدفع مقابل ورقة مالية في الوقت نفسه تماما الذي تحصل عليها فيه، مما يحد من مخاطر البقاء دون أن يكون لديك أي منهما. ومن الأسهل كذلك أتمتتها، ويمكنك التداول على مدار الساعة وعبر الحدود، ولست بحاجة إلى مساعدة كثير من الوسطاء الماليين المكلِّفين.
فاستوس: هذا بافتراض وجود أسس قانونية وتنظيمية سليمة، وهي لا تزال قيد الدراسة. وآمل أن تتسق هذه الأسس على مستوى مختلف البلدان.
ستابيليوس: الخطر الحقيقي يتمثل في التركُّز. فإذا وفرت إحدى سلاسل الكتل مزايا كثيرة للغاية، فهل سينتهي بنا الأمر بوجود سلسلة وطنية أو إقليمية هائلة تقوم بقيد كل الأصول؟ وهل ستفضل عملة رقمية مستقرة مهيمنة سلسلة واحدة، ثم تفرض معاييرها على الجميع؟
أوبتيموس: العملات الرقمية المستقرة مستقلة عن البنية التحتية. ولكن الخطط قد تتغير. فيمكن إعادة إصدار نفس العملة الرقمية المستقرة على سلاسل كتل مختلفة.
ستابيليوس: ربما يكون هذا هو المستقبل، على الرغم من أن التنقل بين هذه السلاسل مكلف ومحفوف بالمخاطر. وهذا هو الموضع الذي يتربص فيه المجرمون السيبرانيون. ومع ذلك، وبغض النظر عن العملات الرقمية المستقرة، فإن المنافسة بين سلاسل الكتل ظاهرة صحية، والتنوع يساعد في هذا السياق. فإحدى السلاسل قد تكون أفضل للحفاظ على السرية، في حين تكون سلسلة أخرى أفضل لقابلية البرمجة، وسلسلة ثالثة للسرعة.
فاستوس: والخدعة تكمن في التوافق. فالرمز المدوَّن لإحدى السلاسل - لإنشاء ملكية، أو مبادلة أصول، أو التحقق من الهوية - ينبغي أن يعمل على سلسلة أخرى. والتوافق يحد من مشكلتي التركُّز والتشرذم.
ستابيليوس: ربما يكون هناك دور للقطاع العام، للتحقق من استقرار سلاسل الكتل وتوافق العقود المكتوبة من أجلها؟
أوبتيموس: في الواقع، أنا أود أن أتخذ خطوة أبعد من هذا. ففي حالة الحاجة إلى أموال البنك المركزي على سلاسل الكتل لتسوية معاملات من أجل راحة بال الجميع، يمكن للبنوك المركزية وقتها أن تصبح عاملا حافزا لمعيار إحدى هذه السلاسل عن غيرها. وسيرغب الجميع في التوافق مع البنك المركزي. وفي غضون ذلك، يمكن أن يظل الابتكار مستمرا لتطوير سلاسل خارجية، ولكنها متوافقة.
ستابيليوس: الأقوال أسهل من الأفعال. إلا أن هذا هو الاتجاه الذي تستكشفه بعض البنوك المركزية. والأمور تتطور بسرعة.
أوبتيموس: إليكم فكرة أخرى، ربما تكون مستبعدة، لتجنب التطورات المعاكسة للتركُّز، ولكنها لا تزال تقتصر على سلسلة واحدة أو عدة سلاسل كتل وقدر كافٍ من الابتكار وهي الشفرة مفتوحة المصدر والملكية اللامركزية. فآلاف المبرمجين يبتكرون ويقترحون سمات جديدة، وآلاف من أجهزة الكمبيوتر تُشَغِّل سلاسل الكتل. ولا يوجد كيان واحد منفرد يتحكم فيها، ولكن تبادل الأصول لا يزال يجري بسلاسة. ولا يتعين على أي شخص دفع مليارات لتطوير سلسلة الكتل الخاصة به.
ستابيليوس: أنا لن احتفظ أبدا بأي أصل على أي من سلاسل الكتل دون توافر رقم لخدمة العملاء يمكنني الاتصال به. على الإطلاق. وما الترتيبات التي تنظم مجتمعا لامركزي، حتى وإن خلصت النوايا؟
أوبتيموس: الحوكمة تمثل مشكلة، وأيضا الخصوصية، ولكن الحلول آخذة في الظهور. ويجب علينا التفكير بطريقة مختلفة. فرقم الهاتف سيصبح رقم محفظتك الإلكترونية، أو رقم وسيط الأوراق المالية، أو جهة إصدار الأصول. ويمكنهما التحكم في الأصول وتحمل المسؤولية. ويمكن تثبيت قواعد المعاملات في الشفرة في الأصل نفسه وإنفاذها تلقائيا. وبهذه الطريقة، يمكن للجميع تنفيذ المعاملات، وأما مسألة ما إذا كان مسموحا لهم بذلك أم لا فهي قصة أخرى.
فاستوس: أوبتيموس، إنك تدفعنا لاستشراف المستقبل، ولكن إلى أبعد من اللازم، أو بأسرع من اللازم. إننا نتحدث عن ثروات شخصية، واستقرار مالي، ومصداقية مؤسسية. وربما نصل في نهاية المطاف إلى حيث تُحدِّق، أو إلى أي مكان آخر. ولتسد لي معروفا، خد بيد ستابيليوس وسيرا معا. فمعا، ستجدان السرعة والمسار الصحيحين للتغيير.
ستابيليوس: يا لها من كلمات تنطق بالحكمة يا فاستوس.
أوبتيموس: ومع ذلك، علينا أن نتحرك...
الآراء الواردة في هذه المقالات وغيرها من المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مؤلفيها، ولا تعكس بالضرورة سياسة صندوق النقد الدولي.